[العلاج بالرقية الشرعية من السحر] دليل شامل للتخلّص من الأذى وتجديد الطمأنينة
تتعدّد المواقف التي قد يواجه فيها الإنسان أعراضًا غريبة أو مشكلات غير مبرّرة في حياته، فيلجأ إلى البحث عمّا إذا كان السحر هو سبب معاناته. وعندما يتأكّد – أو يغلب على ظنّه – أنّه مصابٌ بسحرٍ يؤثر في علاقاته أو عمله أو حالته النفسية، فإنّ الرقية الشرعية تُعَدّ الوسيلة الآمنة والمأمونة التي ترتكز على كتاب الله وسُنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الرقية الشرعية من السحر، وخطوات تطبيقها، ودور [الشيخ الروحاني أبو عباده الهاشمي]في مُعالجة الحالات المستعصية بطرقٍ موثوقة ومشروعة.
مفهوم الرقية الشرعية وأساسها في الكتاب والسُنّة
تعريف الرقية الشرعية
الرقية الشرعية هي مجموعةٌ من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يُقرَؤها المسلم على نفسه أو على غيره بنية الشفاء والحفظ من كلّ أذى، سواءً كان سحرًا أو عينًا أو حسدًا. وقد أقرّت الشريعة الإسلامية مشروعيتها؛ فقد جاء في الحديث الصحيح:
“لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا.”
وهذا تأكيدٌ على ضرورة اعتماد القرآن الكريم والأدعية الواردة في السُنّة دون اللجوء إلى طلاسمٍ أو أمورٍ مجهولة المصدر.
السند الشرعي
قوله تعالى:
“ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء: 82)
قوله صلى الله عليه وسلم في الرقية بالقرآن:
“اقرؤوا سورة البقرة فإنّ أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة (أي السحرة).”
من هنا نفهم أنّ [الرقية الشرعية]هي أوّل وأفضل ما يُلجَأ إليه لمَن يُعاني من آثار السحر أو يشتبه بوجوده في حياته.
ثانيًا: الأعراض التي تستدعي الرقية الشرعية من السحر
قد يختلط الأمر أحيانًا بين الأمراض النفسية والأعراض الروحية، لذا لا ينبغي الاتّكال فقط على الشكوك دون استشارة طبية ونفسية، خصوصًا إذا كانت الأعراض تتقاطع مع أمراضٍ معروفة. ومع ذلك، ثمّة مؤشّرات قد تدلّ على وجود سحرٍ أو تأثيرٍ روحي، وأبرزها:
تقلّبات مفاجئة في السلوك: كالتحوّل المفاجئ من الحبّ إلى الكره، أو من النشاط إلى الكسل الشديد بلا مبرّر.
كوابيس وأحلام مزعجة متكرّرة: كأن يرى الشخص نفسه في أماكن موحشة أو بين حيوانات مفترسة أو ثعابين.
صداع شديد وتنقّل الآلام في الجسد: دون وجود تشخيصٍ طبي واضح يُفسّر ذلك.
كراهية شديدة بين الزوجين: قد تؤدي لرفض كلّ طرف للآخر بلا سببٍ واضح، أو نفورٍ يصل أحيانًا إلى حدّ العجز عن الاقتراب.
إذا لاحظت هذه الأعراض وتيقّنت – بعد الفحوصات الطبية – من عدم وجود سبب عضوي أو نفسي، فقد تكون الرقية الشرعية الخيار الأمثل للبحث عن الشفاء بإذن الله.
خطوات العلاج بالرقية الشرعية من السحر
الطهارة وحسن النيّة
يبدأ المعالِج أو الشخص بنفسه بالوضوء واستحضار النيّة الخالصة بأنّ الله وحده هو الشافي.
الابتعاد عن مظاهر الغضب والضغائن قبل الشروع في الرقية.
قراءة الآيات القرآنية المخصوصة
سورة الفاتحة: تُقرأ عدّة مرّات بنية الشفاء.
آية الكرسي (البقرة: 255): لها تأثيرٌ قويّ في طرد الشياطين وحرق الأسحار.
سورة البقرة كاملة: يُنصَح بقراءتها أو الاستماع إليها يوميًا؛ فهي بركةٌ عظيمة في البيت، ولا تقوى عليها الشياطين.
المعوّذات (سور الإخلاص والفلق والناس): تُكرّر ثلاث مرّات مع النفث على الكفّ، ثم مسح مواضع الألم أو مسح الجسم كاملًا.
الأدعية النبوية المأثورة
إلى جانب الآيات القرآنية، يُمكن ترديد أدعية واردة في السُنّة، مثل:
“أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق.”
“بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.” (ثلاث مرّات صباحًا ومساءً)
النفث والمسح بالماء أو الزيت المُرقى
يُمكن النفث أثناء قراءة الآيات على ماءٍ نظيف يشرب منه المريض يوميًا، ويُغتسل به إن أمكن.
دهن الجسد بزيت الزيتون المقروء عليه القرآن يعزز من تأثير الرقية الشرعية في إبطال السحر.
الالتزام بالأذكار والتحصينات اليومية
فلا يخلو المسلم من أذكار الصباح والمساء، وأذكار ما بعد الصلوات، والأدعية التي تُحْيي قلبه وتربطه دائمًا بحفظ الله ورعايته.
دور الشيخ الروحاني أبو عباده الهاشمي في علاج السحر
لعلّ أكثر ما يبحث عنه المصابون بالسحر هو العثور على مرشدٍ موثوقٍ يجمع بين فقه التعامل مع الحالات الروحية والخبرة العملية الطويلة. هنا يبرز اسم الشيخ الروحاني أبو عباده الهاشمي:
خبرة واسعة في مجال الرقية الشرعية
يتميّز الشيخ أبو عباده بالالتزام الكامل بالتعاليم الإسلامية الصحيحة، فلا يلجأ لأي أساليبٍ محرّمة أو مشبوهة، وإنّما يعتمد على القرآن الكريم والسُنّة المطهّرة في التخلّص من آثار السحر.
فهم عميق للحالات الفردية
لا يكتفي الشيخ أبو عباده بالنظر إلى الأعراض الخارجية فحسب، بل يهتمّ بفهم ظروف المريض وأحواله الاجتماعية والنفسية، فيُقدّم توجيهاتٍ خاصّة تُعين على تجاوز الأزمة من جذورها.
الجمع بين الإرشاد الروحي والنفسي
يؤمن الشيخ الروحاني أبو عباده أنّ العلاج لا يقتصر على إخراج السحر أو إبطاله فقط؛ بل يستلزم متابعة الجانب النفسي للمريض، وتزويده بنصائحٍ تحثّه على تعميق علاقته بالله، وحلّ أي مشكلاتٍ عائلية أو اجتماعية سبّبت أو نتجت عن الإصابة بالسحر.
الشفافية والتواصل الدائم
يتابع الشيخ الحالات عن كثب، ويحرص على أن يبقى المريض على اتّصالٍ به، فيتدرّج معه خطوةً بخطوة حتى الوصول للشفاء التام بإذن الله.
نصائح إضافية لتجنّب السحر والوقاية منه
المحافظة على الصلوات في أوقاتها
فالصلاة عمود الدين، وهي أفضل ما يحصّن الإنسان من أي شرّ روحي.
تلاوة القرآن في البيت
فإنّ البيوت التي تُقرأ فيها سورة البقرة بانتظام لا تدنو منها الشياطين، وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
الاستغفار والصدقة
كثرة الاستغفار تُزيل الهموم وتفتح أبواب الرزق، كما أنّ الصدقة تدفع البلاء وتقرّب العبد من رحمة الله.
كتم بعض الأمور الخاصة
يُفضّل عدم نشر كلّ نعمةٍ أو خبرٍ شخصي للآخرين، تجنّبًا لعيون الحسّاد والفضوليين. فقد قال تعالى:
“وَمَا أَنْتَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” (العنكبوت: 22)
تجنّب الدجّالين والمشعوذين
فهؤلاء يستغلّون حاجة المريض وقلقه، وقد يطالبونه بمتطلّباتٍ لا تمتّ للدين بصلة، ممّا يزيد الأمر سوءًا. على المسلم أن يتحرّى دائمًا المصادر الشرعية والقائمين على الرقية من أهل التقوى والعلم الصحيح.
الخلاصة
إنّ العلاج بالرقية الشرعية من السحر هو الحلّ الأمثل والأكثر أمانًا للمصابين بأعمالٍ خفيّة تعكّر صفو حياتهم. ما إن يأخذ المرء بالأسباب الشرعية – من قراءة القرآن والأدعية النبوية والتحصينات اليومية – حتى يجد السكينة والإطمئنان يعودان إلى قلبه. وفي حال تعقّدت الأمور، يمكنك الاستعانة بذوي الخبرة والثقة في هذا المجال، أمثال الشيخ الروحاني أبو عباده الهاشمي، الذي يعمل جاهدًا على تخليص المريض من آثار السحر وتبعاته بأساليب شرعية لا تتعارض مع تعاليم الإسلام.
تذكّر دائمًا: الله سبحانه هو الشافي، والرقية الشرعية ما هي إلّا وسيلة مباركة ونافعة. اسعَ بكل جوارحك نحو الله، وأخلص له في دعائك، وأحسن الظنّ به، تجد رحمته تسعك وتُذهب عنك الكرب والمحن، فهو القادر على كلّ شيء.